من المفترض أن بر الوالدين أمر من رب العالمين أمرنا به يجب طاعته ، الا أن هذا البر سوف يعطيك فوائد كثيرة من أهمها
ـ هو من أسباب إجابة الدعاء، وأنتم تذكرون قصة أصحاب الغار، وكيف أن أحدهم كان له أبوان شيخان كبيران يسعى عليهما، وقدمهما على أولاده، وهم يتضاغون عند قدميه طيلة الليل، حتى استيقظ والداه فشربا قبل أولاده، ففرج الله شيئاً من الصخرة بسبب هذا.
ـ بر الوالدين يكفر الكبائر، والدليل على ذلك: أن رجلاً أتى النبي عليه الصلاة والسلام، فقال: (يا رسول الله! إني أصبت ذنباً عظيماً، فهل لي من توبة؟ قال: هل لك من أم؟ قال: لا. قال: هل لك من خالة؟ قال: نعم. قال: فبرها) حديثٌ صحيح رواه الترمذي . وهذا الرجل لما أذنب الذنب العظيم والكبيرة ماذا رأى له عليه الصلاة والسلام لتكفيرها؟ بر الوالدة.
ـ بر الوالدين سبب البركة وزيادة الرزق، أوليس هو من صلة الرحم؟! (من أحب أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره فليصل رحمه).
ـ من بر أباه وأمه؛ بره أبناؤه، ومن عقهما؛ عقه أولاده، وهكذا.. قال ثابت البناني : رأيت رجلاً يضرب أباه في موضعٍ، فقيل له: ما هذا؟ فقال الأب: خلوا عنه، فإني كنت أضرب أبي في هذا الموضع، فابتليت بابني يضربني في هذا الموضع، بروا آباءكم تبركم أبناؤكم.
ـ رضا الله في رضا الوالدين، وسخط الله في سخط الوالدين.......
وفي آيات الله سبحانه و تعالى توّضح لنا كيف نتعامل مع والدينا:
يقول تعالى : ( وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً{23} وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً) الإسراء [ 23-24 ]
بين سبحانه ثلاث طرق لبر الأبوين عند الكبر مرتبة حسب الأولية والأهمية :
الطريق الأول :
تليين الكلام وترقيقه لهما , والبعد عن أساليب الغلظة والجفاء , وتجنب رفع الصوت عليهما ولو بغير قصد ؛ لأن ذلك يجرحهما كثيراً .
وهذا الأمر له أهمية كبرى يغفُل عنها كثير من الناس في تعامله مع والديه , فتجده سميعاً مطيعاً لهما في كل شيء , ولكن لديه جفاء في لغته معهما , وخاصة الأم , فلا يرقق لها اللسان , ولا يحاول أن يعطيها من كلمات الرحمة واللين ما يجلب به قلبها .
ولهذا أجد أن بعض الشباب يشتكي من تفضيل والديه أخاه الآخر عليه مع انه أكثر طاعة لهما وقياماً بخدمتهما منه , والسر يكمن أن أخاه له لسان عذب رقيق مع والديه , يتودد لهما بالكلام , ويخفض صوته لهما , وحينئذ يرونه أكثر براً بهما من ذلك السميع المطيع .
وهذا المعنى نجده في الآية الكريمة : ( فلا تقل لهما أف ) أي البعد عن الكلمات الجارحة القاسية ولو كانت يسيرة مثل كلمة ( أفّ ) , ( ولا تنهرهما ) بكلام فيه فوقية عليهما فيجرحهما جرحاً لا يندمل بسهولة , ( وقل لهما قولاً كريما ) ليناً سهلاً تجلب به قلبهما .
فنلحظ أن الآية الكريمة جعلت لموقف الابن من والديه من حيث التعامل اللساني جانبين اثنين :
الجانب الأول : الابتعاد عن الألفاظ الجارحة ( ولا تقل لهما أف ولا تنهرهما ) .
الجانب الثاني : مخاطبتهما بأرق العبارات وأعذبها ( وقل لهما قولاً كريماً ) , وبدأ بالجانب الأول ؛ لأن درأ المفاسد مقدم على جلب المصالح .
الطريق الثاني
القيام بخدمتهما , ومراعاة حاجاتهما , وشراء الحوائج لهما ولو لم يأمران به , وهذا من كمال البر والإحسان .
وهذا الطريق أشارت له الآية الكريمة بأسلوب مجازي جميل ( واخفض لهما جناح الذل من الرحمة ) فكأن الأبوين على كبرهما فرخان صغيران وابنهما يظلل عليهما بجناحه ليقيهما عاديات الزمن وغوائله .
وجناح الذل : أي التذلل لهما بالطاعة والخدمة .
الطريق الثالث :
الدعاء لهما غيباً أو حضوراً , أي أن يدعو لهما بظهر الغيب في صلاته ومواطن دعائه , أو يدعو لهما في حضرتها لكي يرقق قلوبهما له كأن يقول لوالدته حين تأمره أو تنهره ( الله يغفر لك ) ( جعلك الله في جنات النعيم ) , وكم كان لمثل هذه الأدعية عمل السحر في نفوس الوالدين ورضاهما عن ولدهما ( وخاصة الأم ) .
وهذا ما عبرت عنه الآية الكريمة ( وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيراً ) ففيها تعليم لكيفية الدعاء لوالديك , وتذكير بسابق حقهما عليك حينما كنت صغيراَ , حيث كانا يرققان لك الكلام , ويقومان بخدمتك ليلاً ونهاراً , ويدعوان لك بأن يحفظك الله من غوائل الدنيا وشرورهما . فالآن جاء وقت رد الدين و ( هل جزاء الإحسان إلا الإحسان ) .
اذن لقد وضح لنا القرآن الكريم كيفية التعامل مع الوالدين بطريقة مبسطة و سهلة
اتمنى الاستفادة من هذه النصائح جميعا
ولكم مني كل التحيات .
ـ هو من أسباب إجابة الدعاء، وأنتم تذكرون قصة أصحاب الغار، وكيف أن أحدهم كان له أبوان شيخان كبيران يسعى عليهما، وقدمهما على أولاده، وهم يتضاغون عند قدميه طيلة الليل، حتى استيقظ والداه فشربا قبل أولاده، ففرج الله شيئاً من الصخرة بسبب هذا.
ـ بر الوالدين يكفر الكبائر، والدليل على ذلك: أن رجلاً أتى النبي عليه الصلاة والسلام، فقال: (يا رسول الله! إني أصبت ذنباً عظيماً، فهل لي من توبة؟ قال: هل لك من أم؟ قال: لا. قال: هل لك من خالة؟ قال: نعم. قال: فبرها) حديثٌ صحيح رواه الترمذي . وهذا الرجل لما أذنب الذنب العظيم والكبيرة ماذا رأى له عليه الصلاة والسلام لتكفيرها؟ بر الوالدة.
ـ بر الوالدين سبب البركة وزيادة الرزق، أوليس هو من صلة الرحم؟! (من أحب أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره فليصل رحمه).
ـ من بر أباه وأمه؛ بره أبناؤه، ومن عقهما؛ عقه أولاده، وهكذا.. قال ثابت البناني : رأيت رجلاً يضرب أباه في موضعٍ، فقيل له: ما هذا؟ فقال الأب: خلوا عنه، فإني كنت أضرب أبي في هذا الموضع، فابتليت بابني يضربني في هذا الموضع، بروا آباءكم تبركم أبناؤكم.
ـ رضا الله في رضا الوالدين، وسخط الله في سخط الوالدين.......
وفي آيات الله سبحانه و تعالى توّضح لنا كيف نتعامل مع والدينا:
يقول تعالى : ( وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً{23} وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً) الإسراء [ 23-24 ]
بين سبحانه ثلاث طرق لبر الأبوين عند الكبر مرتبة حسب الأولية والأهمية :
الطريق الأول :
تليين الكلام وترقيقه لهما , والبعد عن أساليب الغلظة والجفاء , وتجنب رفع الصوت عليهما ولو بغير قصد ؛ لأن ذلك يجرحهما كثيراً .
وهذا الأمر له أهمية كبرى يغفُل عنها كثير من الناس في تعامله مع والديه , فتجده سميعاً مطيعاً لهما في كل شيء , ولكن لديه جفاء في لغته معهما , وخاصة الأم , فلا يرقق لها اللسان , ولا يحاول أن يعطيها من كلمات الرحمة واللين ما يجلب به قلبها .
ولهذا أجد أن بعض الشباب يشتكي من تفضيل والديه أخاه الآخر عليه مع انه أكثر طاعة لهما وقياماً بخدمتهما منه , والسر يكمن أن أخاه له لسان عذب رقيق مع والديه , يتودد لهما بالكلام , ويخفض صوته لهما , وحينئذ يرونه أكثر براً بهما من ذلك السميع المطيع .
وهذا المعنى نجده في الآية الكريمة : ( فلا تقل لهما أف ) أي البعد عن الكلمات الجارحة القاسية ولو كانت يسيرة مثل كلمة ( أفّ ) , ( ولا تنهرهما ) بكلام فيه فوقية عليهما فيجرحهما جرحاً لا يندمل بسهولة , ( وقل لهما قولاً كريما ) ليناً سهلاً تجلب به قلبهما .
فنلحظ أن الآية الكريمة جعلت لموقف الابن من والديه من حيث التعامل اللساني جانبين اثنين :
الجانب الأول : الابتعاد عن الألفاظ الجارحة ( ولا تقل لهما أف ولا تنهرهما ) .
الجانب الثاني : مخاطبتهما بأرق العبارات وأعذبها ( وقل لهما قولاً كريماً ) , وبدأ بالجانب الأول ؛ لأن درأ المفاسد مقدم على جلب المصالح .
الطريق الثاني
القيام بخدمتهما , ومراعاة حاجاتهما , وشراء الحوائج لهما ولو لم يأمران به , وهذا من كمال البر والإحسان .
وهذا الطريق أشارت له الآية الكريمة بأسلوب مجازي جميل ( واخفض لهما جناح الذل من الرحمة ) فكأن الأبوين على كبرهما فرخان صغيران وابنهما يظلل عليهما بجناحه ليقيهما عاديات الزمن وغوائله .
وجناح الذل : أي التذلل لهما بالطاعة والخدمة .
الطريق الثالث :
الدعاء لهما غيباً أو حضوراً , أي أن يدعو لهما بظهر الغيب في صلاته ومواطن دعائه , أو يدعو لهما في حضرتها لكي يرقق قلوبهما له كأن يقول لوالدته حين تأمره أو تنهره ( الله يغفر لك ) ( جعلك الله في جنات النعيم ) , وكم كان لمثل هذه الأدعية عمل السحر في نفوس الوالدين ورضاهما عن ولدهما ( وخاصة الأم ) .
وهذا ما عبرت عنه الآية الكريمة ( وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيراً ) ففيها تعليم لكيفية الدعاء لوالديك , وتذكير بسابق حقهما عليك حينما كنت صغيراَ , حيث كانا يرققان لك الكلام , ويقومان بخدمتك ليلاً ونهاراً , ويدعوان لك بأن يحفظك الله من غوائل الدنيا وشرورهما . فالآن جاء وقت رد الدين و ( هل جزاء الإحسان إلا الإحسان ) .
اذن لقد وضح لنا القرآن الكريم كيفية التعامل مع الوالدين بطريقة مبسطة و سهلة
اتمنى الاستفادة من هذه النصائح جميعا
ولكم مني كل التحيات .